رسام
يقف بالقُرب من نهر تشارلز ويحمل ريشته الناعمة ولوحاته العربية فيرسم
للشعب الأمريكي الشقيق أجمل تعابير الصور بلمساته الأنسانية..ثائر شفيق
الرسام التشكيلي والناشط الأنساني الذي أستخدم الفن للتعبير عن الالم الذي
يعيشه الشعب الفلسطيني عامةً واللاجئين الفلسطينيين في العراق خاصةً.
ولدَ ثائر شفيق في العاصمة العراقية بغداد لعائلة العروق الفلسطينية
التي تنحدر أصولها الى قرية الطيرة على بُعد 7 كم جنوب حيفا, وبعد دخول
القوات الأمريكية والبريطانية لبغداد واستهداف الميليشيات الطائفية
المدعومة من طهران للفلسطينيين غادرَ الرسام الفلسطيني
البلاد برفقة 304 لاجيء الى الحدود العراقية الاردنية ليواجهوا رفض السماح
لهم الدخول الى الاراضي الأردنية على أثر حملهم وثائق سفر فلسطينية صادرة
من بغداد, وبموافقة من الرئيس السوري بشار الأسد سُمحَ لهم الدخول الى
الاراضي السورية والسكن في خيام بمدينة الحسكة وهو اليوم الأول لأفتتاح ما
بات يُعرف بأسم مخيم الحسكة سنة 2005 ميلادية.
وفي سنة 2007 ميلادية, واجه شفيق ويلات الأعتقال والتعذيب من قبل الأمن السوري على أثر عدم تخليه عن أقرانه من اللاجئيين الفلسطينيين وعرضَ معاناتهم في المخيم الجديد للمنظمات الأنسانية, ليُبعد الى الصحراء العراقية مرةً أخرى.
وفي
نيسان ابريل سنة 2008 ميلادية, وصلَ شفيق الى الولايات المتحدة برفقة شيلا
زوجته الأمريكية وناشطة حقوق الأنسان, وفي ولاية بوسطن درسَ الرسام الفلسطيني
في كلية اليوت للفنون التشكيلية والتطبيقية ومركز كمبريدج ليُحقق حلم
طفولته بالرسم والطلاء, حيث كانَ يشترك مع والده ووالدته واخواته واخوته
الأثنى عشر في غرفة واحدة وهو ما كانَ يُعكر مزاج والدته بسبب رسوماته على
الجدران والباب.
في
الثالث من مارس أذار سنة 2009 ميلادية, التقي الناشط الأنساني شفيق
بالمرشح الديمقراطي الأمريكي جون كيري في مكتبه بالكونغرس الأمريكي, حيث
أطلعَ شفيق المرشح الديمقراطي بمعاناة اللاجئيين الفلسطينيين المتبقين في
العراق واعداد القتلى والمخطوفين والمعتقلين والمُهجرين في مخيم الوليد
بصحراء الأنبار ومخيم التنف على الحدود العراقية السورية ومخيم الهول في
الحسكة السورية وكذلك اطلعَ كيري عن اوضاع اللاجئيين الفلسطينيين الذين
وصلوا من العراق الى الأتحاد الأوروبي والهند وماليزيا وقبرص وتركيا
والبرازيل وتشيلي والصين ورفض حكومات البلدان العربية أحتضانهم.
وفي العاشر من نوفمبر تشرين الثاني سنة 2011 ميلادية, القى شفيق أبو يوسف محاضرة حول معاناة الشعب الفلسطيني
واللاجئيين الفلسطينيين والمخيمات وانتهاكات حقوق الأنسان في معبد يهودي
بولاية بوسطن الأمريكية بحضور زوجته الأمريكية شيلا أم يوسف, كما أحتضنَ
جدران المعبد لوحاته التي سلطَ فيها الضوء على النكبة الأولى في فلسطين سنة 1948 ميلادية والنكبة الفلسطينية الثانية في العراق سنة 2003 ميلادية وسط أعجاب الحضور.
يُعرف شفيق عن نفسه في موقعه الرسمي باللغة الأنجليزية : " السلام عليكم..أسمي ثائر..رسام وناشط حقوق أنسان..وكذلك فلسطيني مولود في بغداد..الفلسطينيون
هم أقلية عرقية في العراق..عشنا هناك لأكثر من ستين عاماً ولكن لانملك
الجنسية العراقية..منذُ سنة 2003 ميلادية جرى أستهدافنا من قبل الميليشيات
وعانينا الخطف والتعذيب والسجن والاغتيال..انا عن نفسي أحد الناجين من
التعذيب..وعشت في مخيم للاجئين في سوريا..وكنت أرسم على القماش المخمل
الاسود لعدم توفر اللوحات..ومع ذلك اعتقلت من قبل الأمن السري السوري
وعذبوني في السجن ورحلوني الى العراق بسبب نشاطي الأنساني لأنقاذ أخوتي
اللاجئين الفلسطينيين المُهمشين..وصلت مع زوجتي
اخيراً الى بوسطن..وشاركتُ في معرض الخروج من الأزرق ومعرض جامعة هارفارد
ومعرض جامعة نورث ومركز باوليست وغيرهم من المعارض والأماكن..الحياة لا
تتوقف ولاتزال جميلة !".
يتبــع