القــهـوة ثقـافـة عـالمـية ..
تنتشر القهوة في كافة بلدان العالم، وتشتهر مقاهيها بجذب الكتاب والمثقفين ورجال الأعمال، يرتشفونها أثناء حواراتهم وأحاديثهم، ولكل شعب، بل لكل شخص، طقوسه في تحضير القهوة وتناولها، لدرجة أن محبيها يصفونها بأنها ثقافة قائمة بذاتها، بينما تغزل الشاعر العربي في فنجان القهوة باعتباره مشروبًا غير عادي.
تعود جذور القهوة إلى قلب القارة الإفريقية، إذ بدأت زراعتها في إثيوبيا، ومنها انتقلت إلى اليمن، ثم بدأت بالانتشار في أميركا اللاتينية، وكان لليمن دور أساسي في انتقال ثقافة القهوة إلى الهند... واشتهرت القهوة التركية في أوروبا، فيما تعد البرازيل واليمن وكينيا من أهم منتجي القهوة على المستوى العالمي.
«شيري» و«أرابيكا»
يقال في مراجع البحث عن القهوة، إن جذور الكلمة «قهوة» تعود إلى مملكة «كافا» في إثيوبيا، حيثُ زرعت النبتة للمرة الأولى، وفي مرحلة لاحقة انتقلت الكلمة إلى اللغة التركية، وكانت تلفظ «كافي» «Kahve»، ثم دخلت إلى اللغة الإنكليزية عام 1598م، عن طريق اللغة الألمانية بلفظة «كوفي»، وعندما بدأ العرب بتوسيع نطاق تجارتهم، استوردوا حبوب «الموكا» من إثيوبيا إلى اليمن، ومنها إلى الهند وتركيا وأوروبا، وفي اليمن أيضًا بدأ تحميص البن للمرة الأولى، وفق الطريقة المعتمدة إلى اليوم.
دخلت القهوة إلى الهند، للمرة الأولى، عن طريق «بابا بودان»، حيثُ مر خلال عودته من الحج على اليمن، وعندما ذاق القهوة هناك، أخذ 4 عناقيد من هذه النبتة وزرعها في تلال «شيكاماغالورو» التي عرفت لاحقًا بـ«تلال بابا بودان» نسبة إليه.
وتنتج الهند نوعين من القهوة؛ القهوة الجافة التي يطلق عليها اسم «شيري»، والقهوة الرطبة التي يطلق عليها اسم «بلانتيشون أرابيكا» و«بلانتيشون روبوستا»، أما قهوة «المونسوند» فتتميز بنكهتها اللاذعة.
أنشئ أول مكان لتقديم القهوة للزبائن في إسطنبول عام 1554م، ومن تركيا انتقلت القهوة إلى إيطاليا، وساهمت حركة التجارة بين البندقية وأفريقيا في إدخال أنواع من القهوة، وفي البداية كان لا يقدر على شراء المشروب سوى الميسورين، نظرًا لارتفاع سعره، وتم إنشاء أول مقهى في البندقية، بل في أوروبا، عام 1645م، وهكذا تعرف الأوروبيون على القهوة للمرة الأولى.متحف القهوة
جمع البريطانيون بين لذة ارتشاف القهوة وعمليتي استيرادها وتصديرها، وفتح أول مقهى أبوابه في أكسفورد عام 1650م، ثم في لندن عام 1652م، ولاقت القهوة اهتمامًا لافتًا من قبل البريطانيين، الذين أنشأوا متحف «براما» ليعرض تاريخ القهوة منذ دخولها إلى بريطانيا، وأماكن زراعتها وطرق تصنيعها وتحضيرها، ويضم المتحف جناحًا لمشروب الشاي.
بن البرازيل
نقل «غابريال دو كليو» حبوب القهوة إلى جزر «المارتينيك» عام 1720م، ومنها إلى «المكسيك» و«هاييتي»، لتبدأ شهرة القهوة البرازيلية والمكسيكية، ثم انتقلت القهوة من البرازيل إلى «كينيا» و«تنزانيا» المجاورتين لإثيوبيا، وبذلك تنهي القهوة رحلتها عبر القارات، بعد حوالي 600 عام من التجوال.
القهوة وحواء!
في حين كان مسموحًا للمرأة في ألمانيا أن ترتاد الأماكن المخصصة لارتشاف القهوة، كان ممنوعًا على نساء بريطانيا ارتياد المقاهي، والغريب أن نساء لندن وقعن على عريضة مناهضة للقهوة عام 1674م، احتجاجًا على عدم تواجد الرجال في المنازل وقضائهم أوقاتًا طويلة في المقاهي، ورأت النساء في ذلك تمييزًا واضحًا بين الجنسين.
من فوائدها:
تزيد نشاط الدماغ، وتساعد على التركيز والانتباه.
تساعد على تخفيف التوتر، وتقلل من الشعور بالكآبة.
تحتوي على مواد مضادة للأكسدة.
تزيد من الطاقة، وتساعد على التخلص من التعب والإنهاك.
تساعد على تخفيف أزمات الربو، لأن الكافيين يساعد في فتح القصبات الهوائية.
يقال إنها تدخل في مستحضرات التجميل للتخلص من السيلولايت.